للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو أوثق منه، وأكثر عدداً، وبقية بني بكرة المسمّين ثقات، والراجح من حيث الصنعة الحديثية: أن «اسمه في هذا الإسناد هو عبد الرحمن (١) ، ثقة متفق عليه، بيّن ذلك» (٢) ، الطيالسي في روايته: «وأما مسلم؛ فانفرد به مسلم، وأما عبد العزيز؛ فأخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه» (٣) .

وعلى كلٍّ؛ القول بجهالة عبيد الله أو عبد الله مردودة، بما قاله ابن حجر (٤) ، وسبقه الذهبي، فقال في آخر كتابه «ديوان الضعفاء» (ص ٤٧٨) : «وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم، احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ، وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين فيتأتى في رواية خبره، ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه، وعدم ذلك» انتهى.

وإذا كانت الجملة الأخيرة من هذه القاعدة في (صغار التابعين) فإنها تشمل (عبيد الله) و (عبد الله) من باب أولى، إذ جعلهما مسلم (٥) في (الطبقة الثانية من التابعين من أهل البصرة) ، وقد أخرج في «صحيحه» (٦) حديث «إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ... » بسندٍ فيه (ابن أبي


(١) اقتصر الدارقطني في «العلل» (٧/١٥٨ رقم ١٢٧٠) عليه، وتابع ابن جمهان على ذكره مولى لأبي بكرة، كما سيأتي في كلام ابن أبي حاتم.
(٢) من كلام رشيدالدين العطار في «غرر الفوائد المجموعة» (٢/٧٢٤ - الملحق بآخر كتابي «الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح» ) .
(٣) من كلام رشيدالدين العطار في «غرر الفوائد المجموعة» (٢/٧٢٥ - الملحق بآخر كتابي «الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح» ) .
(٤) فيما تقدم من كلام له.
(٥) في كتابه «الطبقات» (١/٣٣٩-٣٤٠) .
(٦) في كتاب القسامة (باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال) (رقم ١٦٧٩) بعد (٢٩) ، وذكرت حوله فائدة عجيبة في كتابي «مسائل أعيت العلماء» ، يسر الله إتمامه وإظهاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>