للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بـ (الشام) ، بعد استيلائهم على خيرات (العراق) .

أخرج نعيم بن حماد في «الفتن» (١/٢٤٨ رقم ٧١٠) ، قال: حدثنا عبد القدوس، عن عُفَير بن معدان، عن قتادة، عن أبي ذر -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

«أول الخراب بمصر والعراق، فإذا بلغ البناء لسَلْع (١)

فعليك يا أبا ذر بالشام» (٢) .


(١) سَلْع: جبل بسوق المدينة، وهو أشهر جبال المدينة على صغره، وأصبح الآن يحيط به عمرانها من كل اتجاه. انظر: «معجم البلدان» (٣/٢٣٦) ، «معجم المعالم الجغرافية» (ص ١٦٠) .

وتحرف في مطبوع «الفتن» إلى: «يسلع» ؛ فلتصحح.
(٢) للحديث أصل محفوظ، وهذا البيان:
أخرج ابن أبي شيبة في «مسنده» -كما في «المطالب العالية» (١٧/٥٦١ رقم ٤٣٣٨ - ط. العاصمة) - من طريق طلحة بن عمرو: ثنا عاصم بن كليب، عن أبي الجويرية الجرمي، عن زيد ابن خالد الجهني، عن أبي ذر ... وذكر قصة، ورفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: «إذا رأيت البناء على جبل سلع، فالحق بالعرب أرض قضاعة، فإنه سيأتي يوم قاب قوس أو قوسين، أو رمح أو رمحين» .
وإسناده ضعيف جدّاً، طلحة بن عمرو متروك، إلا أنه توبع، فقد أخرجه ابن الأعرابي في «المعجم» (١/٧٥ رقم ١٠٩) من طريق صالح بن عمر -وهو ثقة-، عن عاصم، به. ولفظه: « ... فألحق بالمغرب أرض قضاعة، فإنه سيأتي يوم قاب قوسين أو رمح أو رمحين؛ يعني: خير من كذا وكذا» .
وهذا إسناد حسن.
والمراد: الشام؛ فإنها الغرب. ووقع التصريح بذلك في الحديث نفسه من حديثي معاوية ابن حيدة، وأبي أسيد الأنصاري، انظرهما في «تاريخ دمشق» (١/٩١، ٩٨) .
وورد نحوه في أحاديث عديدة تدلل على فضل الشام، ذكرتُ بعضها في تعليقي على «الحنائيات» (رقم ١٧٢) .
وحديث أبي الدرداء، ذكره الذهبي في «السير» (٢/٧٠) معلقاً عن عاصم، ولم يعزه لأحد، وعزاه المتّقي الهندي في «كنز العمال» (١١/١٨٧ رقم ٣١١١٥٩) لابن عساكر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>