للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختصراً) بلفظ: «خراب الري من قبل الديلم، وخراب الديلم من قبل الأرض» ، وقال: «قلت: لم يبيّن علته» .

وأخرج أبو نعيم في «الحلية» (٦/٥٠) بسند حسن عن نوف البكالي، قال: «إنّ الدنيا مُثِّلَتْ على طير، فإذا انقطع جناحاه وقع، وإنَّ جناحَيِ الأرض: مصر والبصرة، فإذا خربتا ذهبت الدنيا» .

وبنحوه عن إياس بن معاوية (١) عند: ابن أبي الدنيا في «الإشراف» (رقم ٢١٣) ، ووكيع في «أخبار القضاة» (١/٣٥٥) ، والدينوري في «المجالسة» (رقم ٣١٨) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١/١٩٢-١٩٣) -.

وأخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» (٨/٦٣٩ رقم ٣٠٣) بسند رجاله ثقات عن عبد الله بن عمرو، قال: «ويل للجناحين من الرأس، ويل للرأس من الجناحين» . قال شعبة: فقلت: وما الجناحان؟ قال -أي: يعلى بن عطاء-: العراق (٢) ومصر، والرأس: الشام.

وإن كان الطمع في العراق يكون بالفرات، فإنما الخراب بمصر يقع


(١) الخبر في «تاريخ صنعاء» (ص ٤٦، ٩٩، ٣٩١) ، و «محاضرة الأبرار» (٢/٣٤٨) ، و «عيون الأخبار» (١/٢١٦) ، وفي «بهجة المجالس» (٣/١٨١) : «كان يقال ... » ، وأورده أبو حيان التوحيدي في «البصائر والذخائر» (٣/١٤٥) عن أبي هريرة!! ثم ظفرتُ به مسنداً عنه عند ابن قتيبة في «عيون الأخبار» (١/٣١٦) .
(٢) هذا يؤكّد أن (البصرة) ذكرت لكونها عَلَماً على (العراق) آنذاك، وإلا فـ (الكوفة) ... -مثلاً، وكانت معروفة -أيضاً- آنذاك- مثلها، فأسند ابن قتيبة في «عيون الأخبار» (١/٣١٨) بسند صحيح عن إبراهيم التيمي، قال: لما أُمِرت الأرض أن تغيض غاضت، إلا أرض الكوفة فلغيت، فجميع الأرض تُكربُ على ثورين، وأرض الكوفة تُكرب على أربعة ثيران.
وذكر -أيضاً- (١/٣١٦) عن شعيب بن صخر، قال: تذاكرت عند زياد البصرة والكوفة، فقال زياد: لو ضلّتِ البصرة لجعلتُ الكوفة لمن دلّني عليها. ونقل عن ابن سيرين، قال: كان الرجل يقول: غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة، واستعمله على الكوفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>