للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«قلت: وهو كما قالا؛ فإن المسعودي هذا -واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة-وإن كان قد اختلط؛ فقد ذكروا أن رواية سفيان-وهو: الثوري- عنه قبل الاختلاط؛ كما ذكروا أن أحاديثه عن القاسم صحيحة، وهذا من روايته عنه كما ترى، فراجع إن شئت ترجمته في «التهذيب» و «الكواكب النيرات» (ص ٢٨٢-٢٩٨) .

والحديث وإن كان موقوفاً؛ فهو في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي، كما هو ظاهر.

والحديث حمله مؤلف كتاب «المسيح الدجال قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى» (ص ٢١٤) على أنه يكون بعد القحط الذي قال: إنه يأتي بعده الدجال! وليس فيه، ولا في غيره -فيما أعلم- ما يدل على هذا التحديد (١) ، فيمكن أن يكون قبل ذلك أو بعده، وهذا لعله هو الأقرب أن يكون بين يدي القيامة» .

قال أبو عبيدة: سبب ما رجحه شيخنا العلامة الألباني هو تحريف وقع في رواية الحاكم: «يوشك أن تطلبوا بقريتكم (٢) هذه» . ولم يعزه شيخنا ... -رحمه الله- إلا للحاكم، وهذا الحديث من القسم الذي طبع ونشر بعد موته دون مراجعته.

وتبيّن لنا من خلال جمع طرقه وألفاظه أن الصواب: «يوشك أن تطلبوا فراتكم هذا» ، وحينئذ ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث الأخرى التي فيها


(١) قال أبو عبيدة: أخرج نعيم بن حماد في «الفتن» (٢/٥٢٧ رقم ١٤٨٥) -ومن طريقه ابن العديم في «بغية الطلب» (١/٥٠٦) من طريق الحكم بن نافع، عن جراح، عن أرطأة، قال: «تفتح القسطنطينية، ثم يأتيهم الخبر بخروج الدجال ... » ، وفيه: «ومن علامات خروج الدجال: ... وتقلع زيتون المغرب والشام من أصولها، وتيبس الفرات والعيون والأنهار» .
(٢) يراد بها الكوفة؛ لو كانت هذه الرواية محفوظة، وهي ليست كذلك!

<<  <  ج: ص:  >  >>