للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الساعة، وفرق بين أن نطلب التعرف على وقتها والوقوف على حينها، وبين أن نتلمس صفاتها وأحوالها كما صرح بذلك ابن تيمية (١) .

ولم هذا السؤال؟ إن الغاية التي يبحثون عنها أو يراد الوصول إليها مساومة عجيبة، هي تحديد موقفهم من الإسلام بناءً على هذا اللون من التأويل، ومن ثم قال الشوكاني: «فانظر ما بلغت إليه أفهامهم من هذا الأمر المختص بهم من عدد الحروف، مع كونه ليس من لغة العرب في شيء، وتأمل أي موضع أحق بالبيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الموضع، فإن هؤلاء الملاعين قد جعلوا ما فهموه عند سماع {ألم. ذلك الكتاب} من ذلك العدد موجباً للتثبيط عن الإجابة له، والدخول في شريعته، فلو كان لذلك معنىً يُعقَلُ ومدلولٌ يفهم؛ لدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ظنوه بادئ بدء، حتى لا يتأثر عنه ما جاءوا به من التشكيك على من معهم» (٢) .

ومثل هذا تماماً -ولا يختلف عنه ألبتة- الاستدلال بعدد الحروف في النصوص على أمور غيبية؛ كخرافة الاستدلال ببعض الآيات (٣) على ما جرى في (أمريكا) من أحداث ١١/٩/سنة ٢٠٠١م، الذي كان له أثر ظاهر في مجرى الأحداث فيما بعد، ولا سيما على (أفغانستان) و (العراق) .

وهذه كذبة لها قرون -كما يقولون-، فالتوقيت الميلادي لا اعتبار له في


(١) «الإكليل في المتشابه والتأويل» (ص ١٦) .
(٢) «فتح القدير» (١/٢٠) .
(٣) هي آية رقم (١٠٩) من سورة التوبة، فزعم الخراصون -لا رحم الله فيهم مغرز إبرة- أن الآية من السورة -وهي في الجزء/الحادي عشر من القرآن الكريم، ورقم السورة (٩) -، قالوا: اليوم الذي وقعت فيه بعدد الجزء الذي فيه السورة، ورقم السورة هو رقم الشهر الذي وقعت فيه الحادثة، وعدد الأحرف بزعمهم من بداية السورة إلى قوله: {فانهار به} (٢٠٠١) حرفاً، وهو السنة الذي وقعت فيه الحداثة، واسم الشارع بزعمهم (جورف هار) ، وأشار إليه بقوله: {على شفا جرف هار} ، ورقم الآية بعدد طوابق المبنى الذي انهار وهو (١٠٩) طوابق!!

<<  <  ج: ص:  >  >>