ولا يفوتني هنا أمور: الأول: الانقسامات التي واجهتها جماعة الإخوان المسلمين في سورية قديمة، أظهرها سنة (١٩٧٠م) ، وأخطرها ما حصل سنة ١٩٨٦م، على ما ذكر الشيخ سعيد حوى في كتابه «هذه تجربتي وهذه شهادتي» (ص ١٦٣) . الثاني: من بين هذه الانقسامات المبكرة، انقسام ظهر على إثر الخلاف الحاصل بعد وفاة مصطفى السباعي بين أقطاب دعوتهم، وبرز تكتلان: أحدهما دمشقي حول (عصام العطار) ، وآخر (حموي - حلبي) حول كل من عبد الفتاح أبي غدة في حلب، وسعيد حوى في حماة. وسمي الأخير (الحلبي الحموي) : (التنظيم الدولي) ، والآخر: (جناح دمشق) ، وكان فيه نَفَسٌ سلفي، وكان شيخنا الألباني يتردد على (دورهم) و (مجالسهم) ، وكان من بينهم رموز، ظهرت منهم مناصرة قوية للدعوة السلفية في العقيدة وضرورة الاحتجاج بالحديث، والاقتصار على الصحيح، ونبذ التعصب المذهبي دون الحزبي! ثم رحل العطار لألمانيا مؤسساً (حركة الطلائع) ، وبقي مترئساً لجناحه في سوريا، معتبراً نفسه رئيساً لجماعة الإخوان المسلمين، وبهذا اللقب كان يصدر بياناته. وانشق عن جناح العطار المتبقي في سوريا شِقٌّ ظهر فيها بين عامي (١٩٧٥-١٩٧٧م) ، وكان على هيئة كتلة صغيرة، تزعمها (محمد سرور زين العابدين) ، وظهر نتيجة ملاحظات على المنهج والإدارة التي خلّفها عصام وراءه، ودعيت هذه الكتلة بـ: (السروريين) باسم مؤسسها الذي ارتحل إلى الخليج، وأوجد لجماعته فيما بعد امتداداً في أقطار أخرى، حول منهج حاول فيه صاحبه: الاستفادة من تجربته الإخوانية، وأطر تنظيمهم، وعملهم المخطط الحزبي، مع العقيدة السلفية، وترعرع هذا التنظيم واشتد، من خلال تأثر رموز من طلبة العلم المتقدمين والدعاة العاملين بأطروحاتهم، ولم يكن لهذه المجموعة أثر يذكر في أحداث سورية، إلا مشاركات فردية، وما لبثوا إلا أن غادروا سورية كغيرهم. ولمحمد سرور في كتابه «قل هو من عند أنفسكم» (ص ٩٦-٩٨) كلام يتكلم فيه على سوء حال القائمين على فتنة حماة. انظر: (ص ٦٧، ٧٢، ٩٠-٩١، ٩٢-٩٣، ١٠٠ وما بعد) من =