للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الشيخ -رحمه الله تعالى- يسئل عما يجري في (الجزائر) ، وهل يبشّر بخير وتمكين للمسلمين؟ فكان لا يزيد على قوله: «فقاقيع صابون» ، سمعته أُذناي، ووعاه قلبي.

وأما (الجبهة) ، فقد زادوا أتون (الفتنة) ، بأن أخذوا من (ناسوخ) (١) الشيخ الألباني المرسل لهم ما يفهم الناس أن الشيخ يؤيدهم، وكتموا الباقي، وركبوا رأسهم، ولم ينزلوا عند توجيهات العلماء، فكان ما كان، والله المستعان، وعليه التكلان.

وذهب ضحية هذه الفتنة عشرات الألوف (٢) من الشباب، وفرّ قسم منهم في الجبال، وبايعوا (أميراً) لهم، وحصل بينهم خلاف، وانقسموا فرقاً (٣) ، شأن سنة الله في أهل الباطل، وولغ بعضهم في دماء بعض، بل حدثني -عبر الهاتف واحد من كبائرهم- ممن تاب (٤) أنّ النساء اللاتي في الجبل، كن يؤخذن سبايا للأمراء بعد الافتراق، وتحل الفروج باسم الجهاد، فعلى العلم والفهم، والدين والخلق والأعراض سلام؟!


(١) يسميه الناس: (الفاكس) !
(٢) ذكرت إذاعة لندن في محرم سنة ١٤١٦هـ أن الذين قتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات أربعون ألفاً. قاله الشيخ ابن عثيمين، وعلق عليه أخونا عبد المالك الجزائري الرمضاني في كتابه «فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر» (ص ١٣٩) : «هذا قبل أربع سنوات، أما اليوم فقد ذكرت الإحصائيات الرسمية أنها زادت على هذا العدد ثلاث مرات، والله أعلم بمن لم يُعرف عنه خبر، ولا وُجد له أثر» .
(٣) ستأتي أقسامهم على ألسنتهم أنفسهم ضمن كلام مطول للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- معهم.
(٤) اعتنت الصحف بتوبة هؤلاء، ونشرت تصريحات لبعضهم، تجد طرفاً من ذلك في جريدة «القبس» الكويتية، العدد (٩٥٤٤) (٨شوال/١٤٢٠هـ - ١٤/١/٢٠٠٠م) ، وجريدة «الخبر» الجزائرية، بتاريخ ٢١/١٢/١٤١٩هـ الموافق ٧/٤/١٩٩٩م، وبلغنا ذلك من ثقات منهم. وانظر: «فتاوى العلماء الأكابر» (ص ٤٨-٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>