كيف نرد على من يقول: كل إتيان في القرآن فهو إتيان لأمر الله؛ لأن القرآن يفسر بعضه بعضاً، وقد قال الله:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}[الأنعام:١٥٨]؟
الجواب
هذا حجة عليه؛ لأن قول الله:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}[الأنعام:١٥٨]، فيه إخبار أن الملائكة لها إتيان، وأمر الله له إتيان، والله له إتيان، فهذا حجة عليه، فلو كان الإتيان واحداً لما ذكر الله هذه الأنواع الثلاثة من الإتيان.
فالقول بأن الإتيان إنما يعني إتيان أمر الله قول باطل، فالله تعالى إذا وصف نفسه بأنه يأتي فهو إتيان له سبحانه وتعالى يليق بجلاله وعظمته.