قال المصنف رحمه الله تعالى: [ولا يعتقدون تشبيهاً لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيديه، كما نص سبحانه عليه في قوله عز من قائل:{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص:٧٥].
ولا يحرفون الكلم عن مواضعه؛ بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين تحريف المعتزلة والجهمية أهلكهم الله.
ولا يكيفونهما بكيف أو يشبهونهما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة خذلهم الله.
وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف، ومَنَّ عليهم بالتعريف والتفهيم حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعليل والتشبيه، واتبعوا قول الله عز وجل:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:١١].
وكما ورد القرآن بذكر اليدين في قوله:{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص:٧٥]، وقوله:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}[المائدة:٦٤].
ووردت الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر اليد، كخبر محاجة موسى وآدم، وقوله له:(خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته)، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم:(لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان)، وقوله صلى الله عليه وسلم:(خلق الله الفردوس بيده)].
يبين أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله معتقد السلف وأصحاب الحديث فيقول رحمه الله:(إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يشهدون لله تعالى بالوحدانية، ويشهدون لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة والنبوة).