للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تواتر النصوص في الرؤية وتسليم أهل السنة بها]

إن رؤية المؤمنين لربهم عز وجل ثابتة في القرآن العزيز وفي السنة المطهرة، والنصوص التي في إثبات الرؤية من السنة متواترة.

قال ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح بعد أن ساق هذه الأحاديث: رواها نحو ثلاثين صحابياً في الصحاح والسنن والمسانيد، فرؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ثابتة في القرآن العظيم وبالنصوص المتواترة في السنة المطهرة.

وإثبات رؤية المؤمنين لربهم من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين المبتدعة، فأنكرتها الجهمية والمعتزلة، وفسروها بالعلم، والأشاعرة أثبتوا الرؤية لكن في غير جهة، فقالوا: إنه يرى، لكن لا في جهة، فيقال لهم: كيف يرى؟ إن كان المؤمنون لن يروه لا من فوق؟ ولا من تحت؟ ولا من أمام؟ ولا من خلف؟ ولا عن يمين؟ ولا عن شمال؟ فأين يرى؟ قالوا: يُرى لا في جهة، فسخر منهم كثير من العقلاء وقالوا: إن هذا غير متصور، الرؤية لا بد أن تكون بجهة من الرائي، أي: أن المرئي لا بد أن يكون بجهة من الرائي، فلابد أن يكون مبايناً له مواجهاً له، فإثبات الرؤية من دون إثبات جهة غير متصور وغير معقول، وهذا يدل على تذبذب الأشاعرة، أي: كونهم بين أهل السنة وبين المعتزلة، فأرادوا أن يكونوا مع المعتزلة في إنكار الجهة وأن يكونوا مع أهل السنة في الرؤية، فعجزوا عن ذلك فلجأوا إلى حجج سفسطائية، وهي الحجج المموهة، أي: التي ترى كأنها حجة وليست بحجة.

ورؤية المؤمنين لربهم عز وجل ثابتة بالنصوص من الكتاب والسنة، وهي من العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدع.

ولهذا قال كثير من أهل العلم: من أنكر رؤية الله فهو كافر؛ لأنه أنكر النصوص المتواترة، وهي مروية في الصحاح والسنن والمسانيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>