من المعلوم أن من شروط التكفير إقامة الحجة، فما المراد بها؟ وهل كون الإنسان يفهم القرآن ويقرأه تكون الحجة عليه قائمة؟
الجواب
المراد ببلوغ الحجة: أن يعلم أن هذا حجة على هذا الشيء، فإنه تقوم عليه الحجة ولا يشترط فهمها، قال الله تعالى:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[الإسراء:١٥]، فقد بعث الرسول، وقامت الحجة على من بلغته نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه:{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:١٩]، فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، قال سبحانه:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ}[التوبة:١١٥] ولم يقل: حتى يتبين، فإذا بينت له الحجة وظهرت له، وعلم أن هذا حجة على هذا الشيء؛ فقد قامت عليه الحجة ولو لم يفهمها، قال الله تعالى:{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ}[البقرة:١٧١]، فالكفار قامت عليهم الحجة، ومع ذلك فقد شبههم الله بالغنم التي ينعق لها الراعي، فلا تسمع إلا نعيقه.
فإن علموا الحجة بأن بلغهم القرآن وبلغتهم السنة فقد قامت عليهم الحجة ولا يشترط أن يفهموها.