[أمر ابن عيينة وغيره بالسكوت عن التكييف]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن يزيد سمعت أبا يحيى البزار يقول سمعت العباس بن حمزة يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه].
يعني: ما وصف الله به نفسه من العلم والقدرة والرحمة والغضب والسخط والسمع والبصر تفسيره تلاوته، يعني: حينما تقرأه يكون تفسيره واضح المعنى، لا تكيف ولا تمثل، واسكت عن التأويل والكيفية، حينما تقرأ: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:١٣٤] انسب السمع والبصر لله، ولا تأول ولا يقع في نفسك شيء من الشبه التي يقولها أهل البدع من أنه يلزم إذا أثبت السمع والبصر يلزمه أن يكون مماثلاً لسمع وبصر المخلوقين.
قال: [أخبرنا أبو الحسين الخفاف حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا الهيثم بن خارجة سمعت الوليد بن مسلم يقول: سألت الأوزاعي وسفيان ومالك بن أنس عن هذه الأحاديث في الصفات والرؤية فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف].
هذا مقالة للأوزاعي وسفيان ومالك بن أنس لما سئلوا عن الحديث في الصفات، قالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف.
وهذا الأثر صحيح أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات، والدارقطني، والذهبي في مختصر العلوم وغيرهم.
وقوله: أمروها كما جاءت.
رد على المعطلة الذين يعطلون ولا يثبتون الصفات.
وقوله: بلا كيف.
رد على الممثلة الذين يقولون: إن صفات الله مثل صفات المخلوقين.
وأمروها كما جاءت، يعني: أثبتوا معاني الصفات، واتركوا الكلام في الكيفية، {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:١٣٤] أثبت السمع والبصر بلا كيف، لا تقل: كيفية السمع كذا، ولا سمع الخالق مثل سمع المخلوق.
وهذا فيه إثبات للمعاني، فاستوى على العرش.
تمر كما جاءت ويثبت الاستواء لله تعالى.
قوله: بلا كيف: معناه لا تسأل عن الكيفية، ولا تقل إن استواء الخالق مثل استواء المخلوق، يعني: أثبتوا المعاني بلا سؤال عن الكيفية، ولا تمثلوها بصفات المخلوقين، وهذا قول السلف قاطبة.