قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وروت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل الله تعالى في النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ليلاً إلى آخر النهار من الغد، فيعتق من النار بعدد شعر معز بني كلب -وفي اللفظ الآخر: بعدد غنم بني كلب- يكتب الحاج، وينزل أرزاق السنة، ولا يترك أحداً إلا غفر له، إلا مشركاً أو قاطع رحم أو عاقاً أو مشاحناً)].
ذكر الحاكم أن هذا الحديث صحيح، ومعروف عند العلماء أن الأحاديث في نزول الله تعالى في النصف من شعبان أحاديث ضعيفة وهذا الحديث فيه ضعف، لكن أتى به المؤلف رحمه الله؛ ليبين ويؤكد نزول الرب، وهو ثابت في كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، وفي عشية عرفة، أما هذا الحديث الذي فيه:(أنه ينزل في ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، ويعتق من النار بعدد شعر معز بني كلب، وفي لفظ: بعدد شعر غنم بني كلب ويكتب الحاج، وينزل أرزاق السنة، ولا يترك أحداً إلا غفر له، إلا مشركاً أو قاطع رحم أو عاقاً أو مشاحناً) فالمعروف عند أهل العلم أن الحديث الذي يخصص ليلة النصف من شعبان حديث ضعيف.
وليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي لا تخصص فيها، وكونه جاء في بعض الأحاديث أنها ليلة القدر فتلك أحاديث ضعيفة لا تصح، ومعلوم أن ليلة القدر إنما هي في رمضان وليست في شعبان.
وليلة النصف من شعبان ليس لها خصوصية، وكذلك يوم النصف من شعبان، فلا يخصان بصيام أو قيام، بل الإنسان يفعل ما يفعله كل يوم؛ فإن كان يصلي في كل ليلة يصلي في ليلة النصف من شعبان، وإذا كان يصوم الأيام البيض يصومها من شعبان ومن غيره، ولا يخص يوم النصف من شعبان بصيام ولا تخص ليلة النصف من شعبان بقيام، هذا هو الصواب الذي عليه المحققون.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة حدثنا جدي الإمام حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي (ح) قال الإمام وحدثنا الزعفراني حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا هشام الدستوائي (ح) وحدثنا الزعفراني حدثنا يزيد -يعني: ابن هارون - أخبرنا الدستوائي (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية حدثنا الوليد عن الأوزاعي جميعهم عن يحيى بن أبي كثير عن عطاء بن يسار حدثني رفاعة بن عرابة الجهني].
وفي الإسناد الذي بعد هذا عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار.
فسقط من هذا الإسناد هلال بن أبي ميمونة، وسيذكره المصنف في الإسناد الآتي، وهو مثبت في كتاب التوحيد لـ ابن خزيمة.