ما رأيكم فيما يحصل على شبكة المعلومات (الإنترنت) من مجادلة مع بعض أهل البدع، وقد يكون الجدال ممن لا يحسن العلم الشرعي؟
الجواب
يجب الحذر من جدال أهل البدع والخصومات معهم؛ لأنها تولد الشكوك والشبه، وقد يزل الإنسان بذلك، ولا ينبغي للإنسان أن يجادلهم إلا إذا كان طالب علم عنده بصيرة، ويغلب على ظنه أن الجدال معهم يفيد، فإذا كان من أهل العلم ومن أهل البصيرة بالسنة والأدلة، وعنده بصيرة في عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا يخشى على نفسه الانحراف، ويغلب على ظنه أن هذا الذي يجادله سيرجع عن الباطل؛ فهذا عمل طيب، وأما أن يكون الجدال لكل من هب ودب فهذا لا ينبغي؛ لأنه قد يؤدي إلى محذور، وقد ينحرف هذا الشخص المجادل، وقد يتكلم المجادل بكلام سيء، كأن يسب الله، أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو يسب دين الإسلام بسببه؛ لذا لا ينبغي لكل شخص أن يجادل، بل للجدال شرطان: الشرط الأول: أن يكون هذا الجدال من صاحب بصيرة وعلم وفقه في الدين، وثبات ورسوخ.
الشرط الثاني: أن يغلب على ظنه أن هذا الجدال يفيد وأن هذا المجادل سيرتدع عن باطله، فإذا لم يوجد هذان الشرطان فلا ينبغي الجدال، قال الله تعالى:{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[العنكبوت:٤٦]، وقال سبحانه:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل:١٢٥].