للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث القدسي والقرآن]

السؤال

ذكرتم حفظكم الله أن الحديث القدسي لفظاً ومعنى من الله جل وعلا، فهل نزل به جبريل عليه الصلاة والسلام كالقرآن أم هو نوع آخر من أنواع الوحي؟

الجواب

نعم مثل القرآن، وحي من الله لفظه ومعناه، إلا أن له أحكاماً تختلف، وأما غير الحديث القدسي فلفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله، ولو قرأتم في كتب أصول التفسير للسيوطي وغيره تجدونه يقول: إن الحديث القدسي معناه من الله فقط، كما يقولون في القرآن؛ لأن الأشاعرة يقولون: إن القرآن ليس كلام الله حق حروفه ومعناه، لكن المعنى يقولون من الله، أو كلام الله اسم للمعنى القائم بنفس الرب، ويقولون: إن الله تعالى اضطر جبريل ففهم المعنى القائم بنفسه فعبر بالقرآن، فهذا القرآن تكلم به جبريل أو تكلم به محمد، وأما كلام الله فهو معنى قائم بنفسه، ويقولون: إن القرآن الذي نقرؤه ليس كلام الله، وإنما هو عبارة عن كلام الله، وهذا من أبطل الباطل، وبعض الأشاعرة يقول: إن جبريل أخذه من اللوح المحفوظ، وبعضهم يقول: إن القرآن عبر به محمد، وبعضهم يقول: عبر به جبريل، وهذا كله كلام باطل، والصواب: أن القرآن لفظه ومعناه من الله، الله تعالى تكلم به وسمعه جبرائيل ونزل به على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:١٩٣ - ١٩٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>