للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكم تأخير الصلاة عن وقتها عمداً

قال المؤلف رحمه الله تعالى: حكم تارك الصلاة.

وإنما تكلمت -يعني: في هذه المثل- لأن هذه المسألة قد عمت بها البلوى، فهناك كثير من الناس -والعياذ بالله- صاروا لا يبالون بالصلاة، فمنهم من يتركها حتى يخرج وقتها، وحديث بريدة في البخاري يدل على هذا، قال صلى الله عليه وسلم: (من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله) فدل على أنه يكفر، ومن ذلك الشخص الذي لا يصلي الفجر إلا بعد طلوع الشمس، وقد حدد وقتها بطلوع الشمس، فلو صلى الإنسان قبل دخول الوقت لما صحت صلاته، وإذا صلى بعد خروجها فلا تصح إلا من عذر وهذا لا عذر له، فليس نائماً أو متأولاً أو ناسياً، ولو كان كذلك لكان معذوراً، فمن نام عن صلاة فإنه يصليها إذا ذكرها، لكن إذا كان الإنسان لا يصلي الفجر يومياً متعمداً إلا بعد طلوع الشمس، كأن يرتب الصلاة على العمل، فيستيقظ مرة واحدة لعمله وصلاته وفطوره، فقد أفتى جمع من أهل العلم بأنه يكون مرتداً؛ لأنه لم يؤد الصلاة في وقتها، وممن أفتى بهذا: سماحة شيخنا الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمة الله عليه وجمعنا وإياه في جنته- فإنه يفتي بأن الشخص الذي لا يصلي الفجر إلا بعد طلوع الشمس دائماً أنه كافر؛ لأنه لم يؤد الصلاة في وقتها.

أما الذي تفوته الصلاة مع الحرص عليها وبدون اختياره فهذا معذور، لكن الذي ينام عنها باستمرار، أو جعل المنبه يوقظه بعد الفجر فقد تعمد التأخير، وهذا أمر جد خطير.

<<  <  ج: ص:  >  >>