قال المؤلف رحمه الله تعالى:[سمعت الأستاذ أبا منصور محمد بن عبد الله بن حمشاد العالم الزاهد يقول: سمعت أبا القاسم جعفر بن أحمد المقري الرازي يقول: قرأ علي عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأنا أسمع: سمعت أبي -عنى به الإمام في بلده أباه أبا حاتم محمد بن إدريس الحنظلي - يقول: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشوية، يريدون بذلك إبطال الآثار، وعلامة القدرية تسميتهم أهل السنة مجبرة، وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة].
هذا كلام الإمام أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي، وهو إمام معروف رحمه الله يقول: إن أهل البدع لهم علامات، كالوقيعة في أهل الأثر وفي أهل الحديث، يعني: يغتابونهم ويسبونهم، ويعيبونهم ويتنقصونهم، فإذا رأيت الرجل يتنقص أهل الحديث فاعلم أنه مبتدع، وعلامة الزنادقة يعني: أهل النفاق، تسميتهم أهل الأثر حشوية، والحشوية من الحشو: وهو الشيء الذي لا قيمة له، يريدون بذلك إبطال الاحتجاج بالأثر.
وعلامة القدرية الذين ينكرون عموم قدر الله حتى يشمل أفعال العباد، أنهم يسمون أهل الأثر مجبرة، وهؤلاء يقولون: إذا كان الله يخلق المعصية ويعاقب عليها، فالعبد إذاً: يكون مجبوراً، وهم يقولون: إن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه.
وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة، فالجهمية والمعتزلة وغيرهم من الذين أنكروا الصفات، يقولون: للذي يثبت الأسماء والصفات أنت مشبه قد شبهت الله بخلقه.
وعلامة الرافضة تسميتهم أهل الأثر نابتة، والشيء النابت هو الذي لا قيمة له بين الزرع، ويسمونهم أيضاً ناصبة، يعني: يناصبون العداوة لأهل البيت، وهذا افتراء، فإن أهل السنة يحبون أهل البيت ويحبون الصحابة، لكن هؤلاء الرافضة يكفرون الصحابة ويعبدون آل البيت، ومن يتولى الصحابة يسمونه ناصبياً، وهم كذبة في هذا.