قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المعلى حدثني محمد بن داود بن سليمان الزاهد أخبرني علي بن محمد بن عبيد أبو الحسن الحافظ من أصله العتيق، قال: حدثنا أبو يحيى بن بشر الوراق حدثنا محمد بن الأشرس الوراق أبو كنانة حدثنا أبو المغيرة الحنفي حدثنا قرة بن خالد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥]، قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر].
هذا الحديث نقله المؤلف رحمه الله بالسند عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت في قول الله عز وجل:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥]: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.
(الاستواء غير مجهول) أي: معلوم معناه كما قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، يعني: معلوم معناه في اللغة العربية، وله أربعة معان في اللغة العربية، وعليها تدور تفاسير السلف للفظ الاستواء، وهي: استقر، وعلا، وصعد، وارتفع.
(والكيف غير معقول) وفي العبارة المروية عن مالك: والكيف مجهول.
فكيفية استواء الرب على العرش لا نعقلها، ولا نعلمها، فهي مجهولة لدينا.
(والإقرار به إيمان) يجب عليك أن تقر بأن الله استوى على العرش؛ لأن الله أخبر عن نفسه.
(والجحود به كفر) جحود الآية كفر.
هذه المقالة المروية عن أم سلمة، ولكن السند ضعيف إلى أم سلمة، ولكن المعنى صحيح، وهذا ثابت عن الإمام مالك رحمه الله، وثابت أيضاً عن ربيعة شيخ الإمام مالك، وموقوف أيضاً على أم سلمة ولكن المرفوع إليها فيه ضعف.
وهذا القول يقال في جميع الصفات، فكل الصفات معانيها معلومة، والكيفية مجهولة، أي: كيفية اتصاف الرب بها مجهول.