[الأدلة الدالة على إثبات استواء الله على عرشه]
استواء الله على العرش من الصفات التي اشتد النزاع فيها بين أهل السنة وبين أهل البدع، وصفتي الاستواء والعلو من الصفات التي ثبتت بالنصوص وبالعقل وبالفطرة، ومن الصفات اللازمة للرب عز وجل التي لا تنفك عن الباري، فالرب لم يزل عالياً فوق مخلوقاته، وفوق سماواته، وهو فوق العرش، الذي هو سقف المخلوقات، والله تعالى فوق العرش بعد أن تنتهي المخلوقات، والعلو من الصفات التي ثبتت بالنصوص والعقل والفطرة، فالله تعالى فطر الخلق على أن الله في العلو.
والأدلة التي فيها إثبات علو الله على خلقه تزيد على ثلاثة آلاف دليل، وهناك أنواع من الأدلة كل نوع تحته أفراد كثيرة.
والاستواء على العرش علو خاص، وهو علو على العرش، وهو من الصفات الفعلية، والعلو من الصفات الذاتية، فالفرق بين العلو والاستواء يكون من جهتين: أولاً: أن صفة العلو من الصفات الثابتة بالعقل والشرع والفطرة، أما صفة الاستواء فهي ثابتة بالشرع، فلولا أن الله أخبرنا بأنه استوى على العرش لما علمنا ذلك.
ثانياً: أن صفة العلو من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الباري، وصفة الاستواء من الصفات الفعلية، فالله تعالى خلق العرش أولاً، ثم خلق السماوات والأرض، ثم استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض.
والنصوص التي فيها بيان استواء الله على العرش في القرآن - نصوص الاستواء - وردت في سبعة مواضع: الموضع الأول: في سورة الأعراف، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الأعراف:٥٤].
الموضع الثاني: في سورة يونس، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} [يونس:٣].
الموضع الثالث: في سورة الرعد، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الرعد:٢].
الموضع الرابع: في سورة طه، قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:٥].
الموضع الخامس: في سورة الفرقان، قال تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:٥٩].
الموضع السادس: في سورة السجدة، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة:٤].
الموضع السابع: في سورة الحديد، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد:٤]، فهذه سبعة مواضع فيها التصريح بأن الله استوى على العرش بأداة (على) الصريحة والدالة على العلو والارتفاع.
وفي السنة توجد نصوص أخرى.