قوله:(والعاقبة للمتقين) العاقبة يعني: ما يعقب الشيء ويأتي بعده.
والمتقين: جمع متقي، وهو الذي اتقى غضب الله وسخطه وناره بالإيمان والتوحيد، فالمتقون هم المؤمنون الموحدون، سموا متقين؛ لأنهم يتقون غضب الله وسخطه بإيمانهم وتوحيدهم، وأدائهم الواجبات، وتركهم المحرمات؛ فاستحقوا هذا الاسم؛ كما قال سبحانه في أول سورة البقرة:{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة:٢]، ثم ذكر أوصافهم، فقال:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[البقرة:٣ - ٥].
فالعاقبة الحميدة للمتقين، من اتقى الله ووحده وأخلص له العبادة، واتقى الشرك والمحرمات، وأدى الواجبات، فالعاقبة الحميدة له، لهم في الدنيا النصر والغلبة والتأييد، وفي الآخرة هم أهل الجنة وأهل الكرامة الذين رضي الله عنهم، وأسكنهم جنته، وأحل عليم رضوانه.