الأتراك قال: هذا جزاء من آثر الدنيا على الآخرة. والعالم متى جفا عليه وترك حقه خيف عليه أن يلحق بما يسوءه. وقيل: كان سبب ذلك أنه لما رآي في كتب الإمام محمد مكررات وتطويلات حذف المكررات وهذب فرآى في المنام محمدا فقال له: لم فعلت هذا بكتبي؟ فقال: لأن الفقهاء كسالى فحذفت المكرر وذكرت المقرر: فغضب محمد وقال: قطعك الله كما قطعت كتبي فابتلي بالأتراك، حتى جعلوه على رأس شجرتين فقطع نصفين - اهـ ص ٩. ثم شرح مختصر الحاكم هذا الأئمة الكبار من فقهاء المذهب، منهم أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد الهنداني البلخي المتوفي سنة ٣٦٢ ببخارى، وشمس الأئمة عبد العزيز بن أحمد البخاري المتوفي ١٠ سنة ٤٤٨، وتلاميذه خواهرزاده أبو بكر محمد بن الحسين البخاري المتوفي سنة ٤٨٣ ببخارى، وأبو العسر على بن محمد فخر الإسلام البزدوى المتوفى سنة ٤٨٢ وشمس الأئمة أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي المتوفي سنة ٤٩٠، وكذلك شرحه الصدر الشهيد حسام الدين عمر بن عبد العزيز بن عمر بن مازه البخاري المقتول سنة ٥٣٦ بيد التتر - ذكره في شرح نفقات الخصاف وأحال عليه مرارا، وأكثر شروحه موجودة في مكاتب الآستانة. وأحسن شروحه وأنفعها شرح السرخسي، وانتفعنا به في تعاليق الأصل هذا كثيرا. ويوجد في خزانات الآستانه وغيرها نسخ للمختصر، وأصحها وأعتقها وأقدمها نسخة المكتبة الآصفية بحيدر آباد (من الهند)، فإنها: نسخت بقلم الدامغاني، وفرغ منها سنة ٤١٧. فلما أكثر المتأخرون من الفقهاء التأليف في الفقه واختصرها كتب الأئمة وقطعوها وهذبوها