للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مما انتخبناه منه، وفيه بقية الكلام ليس هذا مقامه.

ولا يخفى أن إمامنا الأعظم أبا حنيفة أول من دوَّن علم الفقه فألَّف فيه كتبا، فأول ما ألف كتاب الصلاة وسماه "كتاب العروس" ثم ألف كتابا كتابا، فنسخ منها أصحابه فزادوا فيها ونقصوا منها ورتبوها وهذبوها، فصارت لهذا تآليفهم، وأحسن ما ألفه منهم الإمام محمد، ألف كتبا كثيرة - كما نقلت لك من فهرست ابن النديم - فجمعت فصارت مبسوطا. وألف الجامع الصغير والجامع الكبير والسير الصغير والسير الكبير والزيادات وزيادات الزيادات فسميت بظاهر الرواية، فبنى مذهب إمامنا عليها؛ وأحسن الست كلها هو "كتاب الأصل" وأهمها وأطولها وأكثرها تفصيلا وأكبرها نفعا وبسطا وأسهلها مأخذا وأنفعها لأهل العلم، لأنه احتوى على جميع مباحث الفقه بالتفصيل، كما يدل عليه تسميته بالمبسوط، وهو أيضا أصل كل أربعة سواه من كتب ظاهر الرواية، لأن الأربعة الباقية متفرعة على ما بينها في كتاب الأصل من أصول المسائل، ولذا اهتم بشأنه الفقهاء فقهاء المذهب بعده، فكانوا يحفظونه مع شرح مسائله التي وصلت إليهم من مؤلفه ودلائله التي بنيت عليها مسائله، حتى جاء الحاكم الشهيد أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد المروزي البلخي المتوفي سنة فاختصر ما هو أهم من مسائله التي يحتاج إليها ليلا ونهارا، وسماه "المختصر الكافي" وقصة اختصاره كتب محمد وغضب محمد عليه في المنام ذكرها العلامة أبو الحسنات اللكنوي في ص ٨ من مقدمة النصف الثاني من الهداية في ترجمة الحاكم، قال: لما ابتلى بمحنة القتل من جهه

<<  <  ج: ص:  >  >>