للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنه لَا يرى فِي الْآخِرَة الْبَتَّةَ وَلَا يكلم عباده وَمَا أخبر بِهِ الله وَرَسُوله وَأجْمع عَلَيْهِ الصَّحَابَة والائمة يكذب الْفَرِيقَيْنِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق ... وَالله لَوْلَا رُؤْيَة الرَّحْمَن فِي الجنات مَا طابت لذِي الْعرْفَان ... أَعلَى النَّعيم نعيم رُؤْيَة وَجهه ... وخطابه فِي جنَّة الْحَيَوَان ... وَأَشد شَيْء فِي الْعَذَاب حجابه ... سُبْحَانَهُ عَن سَاكِني النيرَان

وَإِذا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ نسوا الَّذِي ... هم فِيهِ مِمَّا نَالَتْ العينان ...

قَوْله أَعلَى النَّعيم نعيم رُؤْيَة وَجهه الخ أَي ان أَعلَى نعيم اهل الْجنَّة هُوَ نعيم رُؤْيَة وَجه رَبهم تَعَالَى كَمَا فِي حَدِيث صُهَيْب الَّذِي رَوَاهُ مُسلم قَالَ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْآيَة وَقَالَ يكْشف الْحجاب فَيَنْظُرُونَ اليه فَمَا أَعْطَاهُم شَيْئا أحب اليهم من النّظر اليه وَهِي الزِّيَادَة وَفِي الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ ابْن ماجة مَرْفُوعا بَينا أهل الْجنَّة فِي نعيمهم اذ سَطَعَ لَهُم نور فَرفعُوا رؤوسهم فاذا الرب جلّ جَلَاله قد اشرف عَلَيْهِم من فَوْقهم فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم يَا أهل الْجنَّة وَهُوَ قَول الله عز وَجل {سَلام قولا من رب رَحِيم} يس فَلَا يلتفتون الى شَيْء مِمَّا هم فِيهِ من النَّعيم مَا داموا ينظرُونَ اليه حَتَّى يحتجب عَنْهُم الحَدِيث قَوْله

وَأَشد شَيْء فِي الْعَذَاب حجابه الخ دَلِيله قَوْله تَعَالَى {كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون} المطففين ... فاذا توارى عَنْهُم عَادوا الى ... لذاتهم من سَائِر الألوان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>