للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. يَا سلْعَة الرَّحْمَن سوقك كاسد ... بَين الأراذل سلفة الْحَيَوَان

يَا سلْعَة الرَّحْمَن أَيْن المُشْتَرِي ... فَلَقَد عرضت بأيسر الاثمان

يَا سلْعَة الرَّحْمَن هَل من خَاطب ... فالمهر قبل الْمَوْت ذُو إِمْكَان

يَا سلْعَة الرَّحْمَن كَيفَ تصبر الْخطاب عَنْك وهم ذَوُو ايمان ... يَا سلْعَة الرَّحْمَن لَوْلَا أَنَّهَا ... حجبت بِكُل مكاره الانسان ... مَا كَانَ عَنْهَا قطّ من متخلف ... وتعطلت دَار الْجَزَاء الثَّانِي

لَكِنَّهَا حجبت بِكُل كريهة ... ليصد عَنْهَا الْمُبْطل المتواني

وتنالها الهمم الَّتِي تسمو الى ... رب العلى بِمَشِيئَة الرَّحْمَن ...

قَوْله وَلكنهَا حجبت بِكُل كريهة الخ روى البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حفت الْجنَّة بالمكاره وحفت النَّار بالشهوات

قَوْله حفت أصل الحفاف الدائر بالشَّيْء الْمُحِيط بِهِ الَّذِي لَا يتَوَصَّل اليه الا بعد أَن يتخطى فَمثل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المكاره والشهوات بذلك فالجنة لَا تنَال إِلَّا بِقطع مفاوز المكاره وَالصَّبْر عَلَيْهَا وَالنَّار لَا يُنجي مِنْهَا الا بترك الشَّهَوَات وفطام النَّفس عَنْهَا وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مثل طَرِيق الْجنَّة وَطَرِيق النَّار بتمثيل آخر فَقَالَ طَرِيق الْجنَّة حزن بِرَبْوَةٍ وَطَرِيق النَّار سهل بِسَهْوَةٍ والحزن هُوَ الطَّرِيق الوعر المسلك والربوة الْمَكَان الْمُرْتَفع وَأَرَادَ بِهِ أَعلَى مَا يكون فِي الروابي والسهوة بِالسِّين الْمُهْملَة هُوَ الْموضع السهل الَّذِي لَا غلظ فِيهِ وَلَا وعورة والمكاره كل مَا يشق على النَّفس فعله ويصعب عَلَيْهَا عمله كالطهارة فِي السبرات وَغَيرهَا من

<<  <  ج: ص:  >  >>