للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. فَبِأَي وَجه ألتقي رَبِّي اذا ... أَعرَضت عَن ذَا الْوَحْي طول زمَان

وعزلته عَمَّا أُرِيد لأَجله ... عزلا حَقِيقِيًّا بِلَا كتمان

صرحت أَن يقيننا لَا يُسْتَفَاد بِهِ وَلَيْسَ لَدَيْهِ من إتقان ... أوليته هجرا وتأويلا وتحريفا وتفويضا بِلَا برهَان

وسعيت جهدي فِي عُقُوبَة مُمْسك ... بعراه لَا تَقْلِيد رَأْي فلَان ...

يَقُول النَّاظِم وَالله مَا أخْشَى الذُّنُوب لِأَن أَسبَاب غفرانها مُتعَدِّدَة وعفو الرب تَعَالَى وَاسع وانما اخشى انسلاخ قلبِي عَن تحكيم الْوَحْي الْمُبين من كَلَام رب الْعَالمين وَقَول نبيه الصَّادِق الْأمين فَبِأَي وَجه ألْقى الله تَعَالَى اذا فعلت ذَلِك وأعرضت عَن الْوَحْي الْمنزل من السَّمَاء ورضيت بآراء الرِّجَال وخرصها وقدمتها على كَلَام الله وَرَسُوله وعزلت الْقُرْآن عَمَّا أُرِيد لأَجله وَهُوَ أَنه أُرِيد بانزاله الْهدى وَالْيَقِين فَمَا حجتي عِنْد الله اذا صرحت بِأَنَّهُ لَا يُفِيد الْيَقِين وأوليته هجرا وتأويلا وتحريفا وتفويضا وَمَعَ ذَلِك سعيت جهدي فِي عُقُوبَة من تمسك بِالْوَحْي النَّازِل من السَّمَاء وَقدمه على التَّقْلِيد والآراء الهراء كَمَا فعل ذَلِك من فعله من المبتدعين عياذا بِاللَّه من ذَلِك ... يَا معرضًا عَمَّا يُرَاد بِهِ وَقد ... جد الْمسير فمنتهاه داني

جذلان يضْحك آمنا متبخترا ... وَكَأَنَّهُ قد نَالَ عقد أَمَان

خلع السرُور عَلَيْهِ أَو فِي حلّه ... طردت جَمِيع الْهم والاحزان

يختال فِي حلل المسرة نَاسِيا ... مَا بعْدهَا من حلَّة الأكفان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>