للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. مَا سَعْيه الا لطيب الْعَيْش فِي الدُّنْيَا وَلَو أفْضى الى النيرَان ... قد بَاعَ طيب الْعَيْش فِي دَار النَّعيم بذا الحطام المضمحل الفاني

اني أَظُنك لَا تصدق كَونه ... بِالْقربِ بل ظن بِلَا إيقان

بل قد سَمِعت النَّاس قَالُوا جنَّة ... أَيْضا ونار بل لَهُم قَولَانِ

وَالْوَقْف مذهبك الَّذِي تختاره ... واذا انْتهى الايمان للرجحان

أم تُؤثر الْأَدْنَى عَلَيْهِ وَقَالَت النَّفس الَّتِي استعلت على الشَّيْطَان ... أتبيع نَقْدا حَاضرا بنسيئة ... بعد الْمَمَات وطي ذِي الأكوان ... لَو أَنه بنسيئة الدُّنْيَا لَهَا ... ن الْأَمر لَكِن فِي معاد ثَان

دع مَا سَمِعت النَّاس قَالُوهُ وَخذ ... مَا قد رَأَيْت مشَاهد بعيان

وَالله لَو جالست نَفسك خَالِيا ... وبحثتها بحثا بِلَا روغان

لرأيت هَذَا كامنا فِيهَا وَلَو ... أمنت لألقته الى الآذان

هَذَا هُوَ السِّرّ الَّذِي من أَجله ... اخْتَارَتْ عَلَيْهِ العاجل المتداني

نقد قد اشتدت اليه حَاجَة ... مِنْهَا وَلم يحصل لَهَا بهوان

أتبيعه بنسيئة فِي غير هذي الدَّار بعد قِيَامَة الْأَبدَان ... هَذَا وان جزمت بهَا قطعا وَلَكِن حظها فِي حيّز الامكان

مَا ذَاك قَطْعِيّ لَهَا وَالْحَاصِل الْمَوْجُود مشهود بِرَأْي عيان ... فتألفت من بَين شهوتها وشبهتها قياسات من الْبطلَان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>