للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. واستنجدت مِنْهَا رضى بالعاجل الْأَدْنَى على الْمَوْعُود بعد زمَان ... وأتى من التَّأْوِيل كل ملائم ... لمرادها يَا رقة الايمان

وصغت الى شُبُهَات أهل الشّرك والتعطيل مَعَ نقص من الْعرْفَان ... واستنقصت اهل التقى ورأتهم ... فِي النَّاس كالغرباء فِي الْبلدَانِ ... وَرَأَتْ عقول النَّاس دَائِرَة على ... جمع الحطام وخدمة السُّلْطَان

وعَلى المليحة والمليح وَعشرَة الأحباب والاصحاب والاخوان ... فاستوعرت ترك الْجَمِيع وَلم تَجِد ... عوضا تلذ بِهِ من الاحسان ... فالقلب لَيْسَ يقر إِلَّا فِي إِنَّا ... ء فَهُوَ دون الْجِسْم ذُو جولان

يَبْغِي لَهُ سكنا يلذ بِقُرْبِهِ ... فتراه شبه الواله الحيران

فيحب هَذَا ثمَّ يهوى غَيره ... فيظل منتقلا مدى الازمان

لَو نَالَ كل مليحة ورياسة ... لم يطمئن وَكَانَ ذَا دوران

بل لَو ينَال بأسرها الدُّنْيَا لما ... قرت بِمَا قد ناله العينان

نقل فُؤَادك حَيْثُ شِئْت من الْهوى ... واختر لنَفسك أحسن الانسان

فالقلب مُضْطَر الى محبوبه الْأَعْلَى فَلَا يُغْنِيه حب ثَانِي ... وصلاحه وفلاحه ونعيمه ... تَجْرِيد هَذَا الْحبّ للرحمن ... فاذا تخلى مِنْهُ أصبح حائرا ... وَيعود فِي ذَا الْكَوْن ذَا هيمان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>