.. لَوْلَا الْحَلِيم بحلمه عَم الورى ... فضلا وجودا ذَاك من إنعامه
لاندكت الاجبال مِمَّا قَالَه ... فِي حق منشيه وَفِي علامه
اذ قَالَ فِيهِ إِنَّه هُوَ خلقه ... والخلق يَشْمَل ذكر كل هوامه
وَيَرَاهُ صُورَة كل شَيْء قد بدا ... وعيونه وَوُجُود وصف قوامه
وَهُوَ الْمُنعم بالملاذ وضدها ... يتألم الوجدان من إيلامه
وَيَقُول نَحن غذاؤه بالحكم هَل ... صَمد يكون لَهُ غذَاء كطعامه
مَا كل مَا قد قَالَ يُمكن شَرحه ... لقبيح مَفْهُوم وَثَبت حرَامه
جلّ الْمُقَدّس والمعظم دَائِما ... عَن كل فهم جلّ عَن إعظامه
هِيَ فتْنَة للامتحان بلية ... لبَيَان دين الْقَوْم عِنْد كَلَامه
فالمؤمنون المتقون تراهم ... قَامُوا لنصر الدّين حق قِيَامه
غضبوا فَلَمَّا يرضهم انكاره ... بالْقَوْل فِيهِ كلائم لغلامه
لكِنهمْ لَو مكنوا لرأيتهم ... كلا مَكَان القَوْل ضرب حسامه
للملحدين الزاعمين لوحدة ... فِيهَا استباح القَوْل نَص حرَامه
وَعبادَة الْأَصْنَام عرفان لَهُم ... وبذاك كل سل من إِسْلَامه
سجدوا بِمَا زَعَمُوا وَإِن لم يسجدوا ... مَعَ كل ذِي شرك لَدَى أصنامه
قَامُوا بِكفْر الْكَافرين بأسرهم ... قصدا وعقدا ثمَّ فِي إبرامه ...