للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. بسجوده فعصى وعارض أمره ... بقياسه وبعقله الخوان

فَأتى التلاميذ الوقاح فعارضوا ... أخباره بالفشر والهذيان

ومعارض لِلْأَمْرِ مثل معَارض الأخبارهم فِي كفرهم صنْوَان ... من عَارض الْمَنْصُوص بالمعقول قد مَا أخبرونا يَا أولي الْعرْفَان

أَو مَا عَرَفْتُمْ أَنه القدري والجبري أَيْضا ذَاك فِي الْقُرْآن ... إِذْ قَالَ قد أغويتني وفتنتني ... لأزينن لَهُم مدى الْأَزْمَان

فاحتج بالمقدور ثمَّ ابان أَن الْفِعْل مِنْهُ بغية وزيان ... فَانْظُر الى ميراثهم ذَا الشَّيْخ بِالتَّعْصِيبِ وَالْمِيرَاث بالسهمان

فسألتكم بِاللَّه من وراثه ... مناومنكم بعد ذَا التِّبْيَان ...

حَاصِل كَلَام النَّاظِم فِي هَذِه الأبيات أَن أصل الْعَدَاوَة بَيْننَا وَبَيْنكُم يَا معشر من عَارض أَمر الله بقياسه وعقله من حِين أَمر الله إِبْلِيس بِالسُّجُود لآدَم فعصى وعارض أَمر الله بِالْعقلِ وَالْقِيَاس وَذَلِكَ فِيمَا حكى الله عَنهُ وَهُوَ قَوْله {لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون} الْحجر وَقَوله {أَنا خير مِنْهُ خلقتني من نَار وخلقته من طين} الْأَعْرَاف يَعْنِي النَّار خير وَأفضل من الطين فَأَنا خير من آدم فَهَذَا مُعَارضَة اللعين لِلْأَمْرِ بِالْعقلِ وَالْقِيَاس

وَقَوله وأتى التلاميذ الوقاح فعارضوا أخباره الخ أَي أَن النفاة عارضوا الْأَخْبَار بالفشر والهذيان وَقَالُوا الْعقل يُعَارض النَّقْل والقواطع تعَارض اللفظية والأدلة اللفظية لَا تفِيد الْيَقِين وَنَحْو ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>