للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَرْوَاحهم فِي وَحْشَة وجسومهم ... فِي كدحها لافي رضى الرَّحْمَن ... هربوا من الرّقّ الَّذِي خلقُوا لَهُ ... فبلوا برق النَّفس والشيطان ...

أَي إِنَّهُم وَالْعِيَاذ بِاللَّه هربوا من الرّقّ الَّذِي خلقُوا لَهُ وَهُوَ عبَادَة الله وَحده كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون} الذارايات ٥٦ فبلوا برق النَّفس والشيطان أَي فاستخدمتهم الشَّيَاطِين واسترقتهم فِي تَحْصِيل الشَّهَوَات الفانية وَجمع عرض الدُّنْيَا الخسيس وحطامها الفاني فأعقبهم ذَلِك الْحَسْرَة والندامة وَصَارَ عَاقِبَة ذَلِك الْعَذَاب الْأَلِيم نَعُوذ بِاللَّه من مُوجبَات سخطه ... لَا ترض مَا اختاروه هم لنفوسهم ... فقد ارتضوا بالذل والحرمان ... لَو ساوت الدُّنْيَا جنَاح بعوضة ... لم يسق مِنْهَا الرب ذَا الكفران

لَكِنَّهَا وَالله احقر عِنْده ... من ذَا الْجنَاح الْقَاصِر الطيران ...

هَذَا معنى الحَدِيث لَو ساوت الدُّنْيَا عِنْد الله جنَاح بعوضة مَا سقى كَافِرًا مِنْهَا شربة مَاء ... وَلَقَد تولت بعد عَن أَصْحَابهَا ... فالسعد مِنْهَا حل فِي الدبران

لَا يرتجى مِنْهَا الْوَفَاء لصبها ... أَيْن الوفا من غادر خوان

طبعت على كدر فَكيف تنالها ... صفوا أَهَذا قطّ فِي الامكان

يَا عاشق الدُّنْيَا تأهب للَّذي ... قد ناله العشاق كل زمَان

أَو مَا سَمِعت بل رَأَيْت مصَارِع العشاق من شيب وَمن شُبَّان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>