للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إشارة إلى تصحيح الاعتقاد وقوله: «أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك» إشارة إلى تصحيح المعاملات الظاهرة. ثم صرّح بذلك فأخبر أن الإيمان أفضل الإسلام، وفسّره بأنه الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث، أراد أن الإيمان بالغيب أفضل من الإيمان بما يشاهد ويرى. وهذا موافق لقول الله عز وجل:

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة:٣].

مدحا لهم وثناء عليهم.

ثم أبان أن الاعتقاد وعامة الأعمال إيمان فقال: «أفضل الإيمان الهجرة» ثم فرّع الهجرة فدلّ ذلك على أن الطاعات كلّها إيمان، كما هي إسلام؛ وأنّ الإسلام هو الإذعان لله عزّ وجلّ سواء وقع بأمر باطن أو بأمر ظاهر بعد أن يكون الأمران مما رضي الله تعالى لعباده أن يتقرّبوا به إليه.

٢٣ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامريّ ثنا ابن نمير عن الأعمش-

وأخبرنا أبو عبد الله، أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، ثنا معاذ بن نجدة القرشي ثنا خلاّد بن يحيى ثنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال:

«قال رجل: يا رسول الله! أيواخذ الله الرّجل بما عمل في الجاهلية؟ قال:

من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء فى الإسلام أخذ بالأوّل والآخر».


٢٣ - محمد بن يعقوب أبو العباس الأصم (ت ٣٤٦) (سير ١٥/ ٤٥٢)، أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه (ت ٣٤٤) (سير ١٦/ ٤٩٠)، وأبو وائل هو شقيق بن سلمة، وسفيان هو ابن سعيد الثوري، ومعاذ بن نجدة هو ابن العريان الهروي.
والحديث متفق عليه
أخرجه البخاري ٩/ ١٨ عن خلاد بن يحيى عن سفيان عن منصور به.
ومسلم ص (١١١) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن وكيع عن الأعمش به.
وانظر أحمد ١/ ٣٧٩ و ٤٠٩ و ٤٣١ و ٤٦٢ - ابن ماجة ٤٢٤٢ - البيهقي ٩/ ٢٣ - الترغيب والترهيب للأصفهاني ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>