للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن إسحاق أنبا يوسف بن يعقوب، ثنا نصر بن علي، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي عن محمد بن إسحاق، حدثني الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه وصلب الحديث عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة-زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم-قالت:

«أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم-لما فتن أصحابه بمكّة-أشار عليهم أن يلحقوا بأرض الحبشة-فذكر الحديث بطوله ... إلى ان قال:

فكلّمه جعفر-يعني النجاشي قال:

كنّا على دينهم-يعني دين أهل مكّة-حتى بعث الله عزّ وجلّ فينا رسولا نعرف نسبه، وصدقه، وعفافه، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده، ولا نشرك به شيئا، ونخلع ما يعبد قومنا وغيرهم من دونه، وأمرنا بالمعروف، ونهانا عن المنكر، وأمرنا بالصّلاة، والصّيام، والصّدقة، وصلة الرّحم، وكلّ ما يعرف من الأخلاق الحسنة، وتلا علينا تنزيلا جاءه من الله عزّ وجلّ لا يشبهه شيء غيره، فصدّقناه، وآمنّا به، وعرفنا أنّ ما جاء به هو الحق من عند الله عزّ وجلّ.

قال: ففارقنا عند ذلك قومنا وآذونا وفتنونا، فلما بلغ منّا ما يكره، ولم نقدر على الامتناع، أمرنا نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم بالخروج إلى بلادك. اختيارا لك على من سواك لتمنعنا منهم.

فقال النجاشيّ: هل معكم مما أنزل عليه شيء تقرأونه عليّ؟

قال جعفر: نعم، فقرأ «كهيعص» فلما قرأها، بكى النجاشيّ حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم. وقال النجاشيّ:

إن هذا الكلام والكلام الذي جاء به عيسى ليخرجان من مشكاة واحدة».

٨٣ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، قالا أنا أبو العباس


٨٣ - سماك هو: ابن حرب الكوفي، وشريك هو ابن عبد الله القاضي، ومحمد بن سعيد هو ابن سليمان بن الأصبهاني.
والحديث أخرجه المصنف في الدلائل (٦/ ١٥) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني عن شريك به.

<<  <  ج: ص:  >  >>