ومما وقع فيه الخلاف في مسألة الرؤية هل يرى الكفار ربهم أو لا؟ والمسألة فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم: منهم من قال: إنه لا يراه إلا أهل الإيمان فقط، وأما الكفار والمنافقون فإنهم لا يرونه.
والقول الثاني يقول: إنه يراه أهل الإيمان والمنافقون دون أهل الكفر.
والقول الثالث: أنه يراه الكفار ثم يحتجب عنهم، وهذه الرؤية ليست رؤية تنعيم ولا إكرام، بل هي رؤية معاقبة وحرمان، نعوذ بالله من الخسران! فإنهم يرونه ثم يحتجب عنهم، فيكون عندهم من اللوعة والحسرة بسبب فقدانهم رؤيته سبحانه وتعالى ما يعذبون به، ويكون زيادة في تعذيبهم والتنكيل بهم.
وعلى كل حال هذه المسألة مما وقع فيها الخلاف بين أهل السنة والجماعة، فلا يضلل ولا يفسق ولا يكفر المخالف، وإنما يناقش للوصول إلى الحق، كما أنه يجب في هذه المسألة ألا يطلق القول بأن الكفار يرون ربهم، فإن هذا لا يجوز؛ لأن الرؤية إذا أطلقت فإنما يراد إثبات رؤية التنعيم والإكرام؛ فلذلك لا يقال: إن الكفار يرون ربهم على وجه الإطلاق، بل لابد من تقييد ذلك بأنها رؤية يعقبها حرمان، وأنها رؤية عقاب لا رؤية إكرام، هذه بعض المسائل المتعلقة بالرؤية.