(وكفى بالله شهيداً) أي: كفى به سبحانه وتعالى شهيداً على صحة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا من الاستشهاد بفعله على صحة ما جاءت به رسله؛ لأنه من المحال أن يكون ما جاءت به الرسل كذباً وضلالاً، ومع ذلك يشاهدهم الله عز وجل ويقرهم على كذبهم وضلالهم، فلما أقرهم وأدالهم على عدوهم ونصرهم وأظهر ما جاءوا به، دل ذلك على صحة ما جاءوا به؛ ولذلك تكفي شهادة الله في صدق الرسل، ولما طلب الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم آية قال:{كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}[الرعد:٤٣] أي: إني أدعوكم وأبين لكم وأقول لكم: إن الله يأمركم بكذا، وينهاكم عن كذا، والله شاهد على ذلك، ولم ينزل بي عقوبة، بل أظهرني وأيدني ونصرني وأمدني بالحجج والبينات! (وكفى) : فعل يستعمل غالباً في تقوية اتصاف الفاعل بوصف يدل على التمييز المذكور، وهذه في جميع السياقات التي يرد فيها هذا الفعل بهذه الصيغة: كفى بالله شهيداً، كفى بالله نصيراً، كفى بالله وكيلاً، كل هذا لبيان وتقوية اتصاف الفاعل -وهو الله جل وعلا في هذه السياقات- بالتمييز المذكور وهو في سياقنا هذا (شهيداً) ، وفيما ذكرنا من الأمثلة: وكيلاً ونصيراً وما أشبه ذلك.