اعلم أن تقسيم الإرادة إلى قسمين هو منهج ومذهب أهل السنة والجماعة كما دلت على ذلك النصوص، وقد ضل في هذا طوائف الجبرية والقدرية وغيرهم، فجعلوا الإرادة نوعاً واحداً، وجعلوا أمر الله عز وجل بالصلاة كغيره من أوامره، وقضاء الله الشرعي بالصلاة كقضائه بوجود المحرمات، وهذا سفه ومخالفة لما دلت عليه النصوص من التمييز بين هذين النوعين من الإرادة الإرادة القدرية والإرادة الشرعية، ويتبين عدم تمييزهم بما سيأتي مما يذكره المؤلف رحمه الله من إثبات صفة المحبة له سبحانه وتعالى.
المهم أن الجبرية والقدرية وجماعة من مثبتة الصفات جعلوا الإرادة نوعاً واحداً، فكل ما في هذا الكون يصدر عن إرادة واحدة، ولا يميزون بين محبوبات الله وبين ما لا يحبه مما اقتضت حكمته أن يكون.