هذه الصفة -أيها الإخوان- صفة عظيمة، تكرر ذكرها في كتاب الله عز وجل في سبعة مواضع، وجاء ذكرها في السنة في أحاديث كثيرة، وهي من الصفات الفعلية التي يجري فيها أهل السنة والجماعة على الصراط المستقيم؛ كغيرها من الصفات، فيثبتونها من غير تحرف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فما معنى الاستواء الذي يثبته أهل السنة والجماعة، أهل الفرقة الناجية لله سبحانه وتعالى؟ الاستواء الذي يثبتونه دار كلام السلف في معناه على أربعة معاني، وفسروه بأربع كلمات: فسر الاستواء بالعلو، وبالارتفاع، وبالصعود، وبالاستقرار.
فهذه الكلمات الأربع عليها مدار ما نقل عن السلف في تفسير الاستواء، وقد جمعها ابن القيم رحمه الله في نونيته فقال: فلهم عبارات عليها أربع عليها يعني: الاستواء.
قد حُصِّلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ار تفع الذي ما فيه من نكران وكذاك قد صعد الذي هو رابع وأبو عبيدة صاحب الشيباني يعني: رابع المعاني التي ورد تفسير السلف فيها للاستواء.
يختار هذا القول في تفسيره أدرى من الجهمي بالقرآن إذاً: تحصل لنا أربعة معان من معاني الاستواء: العلو والارتفاع والصعود والاستقرار، واعلم أنه مهما قيل من تفسيرهم بأي نوع من التفاسير التي وردت عن السلف -وهي محصورة في هذه الأربع معاني- فإننا نثبت ذلك على القاعدة من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.