قال رحمه الله: [ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة من فضائلهم ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح -وهو صلح الحديبية- وقاتل على من أنفق من بعده وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر -وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر-: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) ، وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة] .
قال المؤلف رحمه الله:[ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم] .
يعني: من فضائل الصحابة ومراتبهم، واعلم أن أحاديث فضائل الصحابة رضي الله عنهم كثيرة مستفيضة قد بلغت حد التواتر، والثناء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء في مواضع عديدة من كتاب الله عز وجل، وجاء في السنة من طرق متواترة مستفيضة، وجاء من طرق الإجماع، فإن الأمة أجمعت على أن الصحابة أفضل الأمة، وأنهم خير القرون رضي الله عنهم، ففضائلهم منشورة، كما أنه يدل على فضلهم العقل، فإنهم صفوة الخلق بعد الأنبياء حيث اصطفاهم الله عز وجل لصحبة خير الخلق وخاتم الرسل وسيد ولد آدم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ففضائلهم ثابتة بالكتاب وبالسنة وبالإجماع وبالعقل.