قال رحمه الله:[ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى] .
تقدم البيان بأن العذاب نوعان: منه ما هو دائم، ومنه ما هو منقطع.
فقوله: إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة هذا من جهة العموم ينقسم الناس إلى هذين القسمين، أما من جهة الاستمرار وعدمه فإن ذلك لم يتعرض له رحمه الله في هذا الموضع، وقد يخفف ولا يرفع بالكلية كالذي جرى من النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين فقال:(إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول، ثم أخذ جريدة رطبة ووضعها صلى الله عليه وسلم على القبر، ولما قيل له في ذلك قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا) ، وهذا توقيت لارتفاع العذاب، حيث علق النبي صلى الله عليه وسلم التخفيف بمدة رطوبة الجريدة، وهذا يدل على أنه قد يخفف العذاب، وقد يرفع، وأنه لا يلزم من كون الإنسان يعذب في القبر أن يستمر ذلك.