للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشر المجرد لا يضاف إلى الله سبحانه]

تجد في كتاب الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم: أن الشر المجرد لا يضاف إلى الله سبحانه وتعالى، وإنما يرد إما بإضافته إلى سببه ومن قام به وهو المخلوق، مثال ذلك: قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق:٢-٣] فأضاف الشر إلى سببه ومحله ومن قام به وهو المخلوق، ومما يرد أيضاً في القرآن أن الشر لا يذكر فاعله إذا كان مضافاً إلى الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك قول الجن: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ} [الجن:١٠] فجاء بالفعل على صيغة الفعل الذي لم يسم فاعله: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ} [الجن:١٠] ، أما الخير فقال: {أم أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن:١٠] فلما كان الرشد خيراً ذكر الفاعل وهو الله جل وعلا.

ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة الفاتحة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:٧] فأضاف الإنعام إليه، وأما الغضب والضلال فإنه لم يضفه إليه فقال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:٧] ، وهذا ثاني ما يرد الشر مطلقاً في كتاب الله عز وجل، فإنه لا يضاف إليه سبحانه وتعالى، فإما أن يضاف إلى فاعله، وإما أن يذكر مع حذف الفاعل.

الثالث: أن يدخل في خلق الله على وجه العموم، وذلك نظير قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام:١٠٢] ، وكل هنا من ألفاظ العموم التي تشمل كل مخلوق من خير أو شر، فأفعال الله سبحانه وتعالى لا شر فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>