رابع ما احترز به الشيخ رحمه الله لمنهج أهل السنة والجماعة قوله:(ولا تمثيل) فنفى عن أهل السنة والجماعة التمثيل، والتمثيل مأخوذ من المثل، والمثل هو النظير والمساوي، والمنفي من التمثيل هنا هو مساواة الله عز وجل بغيره فيما يجوز عليه، وفيما يجب له، وفيما يمتنع عنه، فكل من سوى بالله غيره فيما يجب أو فيما يجوز أو فيما يمتنع فإنه قد مثل، والنصوص واضحة وبينة ومتنوعة في نفي المثل، قال سبحانه وتعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:١١] فنفى عن نفسه المثل، وقال جل وعلا:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}[الإخلاص:٤] ، وقال سبحانه وتعالى:{فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ}[النحل:٧٤] ، وقال سبحانه:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}[مريم:٦٥] ، وقال جل وعلا:{فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة:٢٢] كل هذا لنفي المثل، فإذا كان لا مثل له ولا سمي ولا نظير، فإنه لا يمكن أن يماثل شيئاً مما يستحقه الله عز وجل أو يتصف به شيء من المخلوقات، والله سبحانه وتعالى لا مثيل له لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا فيما يجب له، بل ولا في شيء من أموره سبحانه وتعالى، وإذا وقر هذا في قلب العبد أورثه تعظيماً للرب، وعرف أن الرب الذي يعبده ويتقرب إليه بالطاعات لا يستحق أحد غيره ما يتعبد به، وما يتقرب إليه به، فيكون هذا التوحيد موصلاً إلى توحيد الإلهية، ومثمراً إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة.