والإلحاد في أسمائه يكون بأمور: يكون بتسمية غيره بأسمائه، نظير ذلك ما فعله أهل الجاهلية من تسمية أصنامهم بأسماء الله سبحانه وتعالى، أو الاشتقاق من أسماء الله عز وجل أسماءً لآلهتهم، ونظير ذلك تسميتهم العزى ومناة، العزى من العزيز ومناة من المنان، واللات من الإله، فهذا نوع من أنواع الإلحاد في أسماء الله عز وجل.
النوع الثاني من أنواع الإلحاد في أسماء الله عز وجل: وصفه بالنقص كوصف النصارى لربهم بأنه أب، وقولهم: الأب يريدون به الله عز وجل، وكقول المتكلمين في وصف الله عز وجل: هو العلة الفاعلة، وهذا من وصفه بالنقص، فهذه من صور الإلحاد في أسمائه.
الصورة الثالثة من صور الإلحاد في أسمائه: إثبات النقص فيما سمى به نفسه، وذلك بتحريفها وتعطيلها؛ لأنهم يقولون: إن مقتضى إثباتها يفضي إلى مشابهته بالمخلوقين، فالنوع الثالث من أنواع التحريف هو تعطيل أسماء الله عز وجل، وتعطيل صفاته، وصرفها عن معناها المتبادر الظاهر الراجح إلى تحريفات وتأويلات اخترعوها.
هذه من صور الإلحاد في أسماء الله عز وجل، وقد تكلم عليها المفسرون، والجامع لجميع صور التحريف والإلحاد في أسماء الله عز وجل هو تغييرها وصرفها من الكمال إلى النقص.