ما الجواب عن ورود الصفة مرة بصيغة الإفراد وأخرى بصيغة الجمع؟ الجواب: صيغة الإفراد وصيغة الجمع لا تتنافيان ولا تتعارضان مع صيغة التثنية، فالإفراد في صفة العين واليد لم يرد إلا مضافاً، وإضافة المفرد تقتضي العموم، فيصدق الواحد والاثنان والثلاثة والأكثر، فلا يفهم منها عدد محدد، فبهذا تكون صيغة الإفراد لا تعارض التثنية ولا الجمع، فقوله:{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}[الفتح:١٠] ، وقول الله:{يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}[المائدة:٦٤] ، هل هذا يعارض صيغة الجمع؟ لا يعارض صيغة الجمع، وكذلك:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}[طه:٣٩] لا يعارض صيغة الجمع؛ لأنه ورد مضافاً، ومن قواعد الأصول: أن المفرد المضاف يفيد العموم.
هذا من وجه، من وجه آخر يقال: إن المراد إثبات الجنس، فما ورد بصيغة الإفراد المراد به إثبات جنس الصفة، جنس اليد وجنس العين، لكن دون بيان وتحديد لعدد، فهل يكون في هذا معارضة للتثنية والجمع؟ لا معارضة لا للتثنية ولا للجمع، وبهذا نعلم أن صيغة الإفراد لا تعارض صيغة التثنية وكذلك الجمع.
بقي الجواب على الجمع: ما أخبر به من هذين الصفتين بصيغة الجمع فأيضاً لا يعارض الإفراد ولا التثنية، والسبب: أن صيغة الجمع متكررة في كلام الله عز وجل، وهي تستعمل للتعظيم والإجلال؛ ولذلك يسمي أهل اللغة هذا الضمير ضمير العظمة، فالمقصود بالجمع هنا التعظيم لا التعدد، وبهذا نعلم أن ما ورد في وصف اليد والعين بصيغة الجمع لا يعارض التثنية والإفراد؛ لأن المقصود به التعظيم.