للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

م/ وَلَا يَمَسّ المُصَّحَف.

أي لا يحل للمحدث أن يمس المصحف.

وهذا مذهب أكثر العلماء.

لقوله تعالى: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) قالوا: فالمراد به القرآن الذي بين أيدينا (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) المنزل هو القرآن.

ولحديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى أهل اليمن كتاباً فيه: أن لا يمس أحد القرآن إلا طاهر). رواه مالك

قالوا: والمراد بطاهر؛ أي طاهر من الحدث.

والظاهر أن الاستدلال بالآية لا يتم، لأن المراد بالكتاب في هذه الآية - والله أعلم - الكتاب الذي بأيدي الملائكة.

قال الشوكاني: " وهو لا يتم إلا بعد جعل الضمير راجعاً إلى القرآن، والطاهر رجوعه إلى الكتاب، وهو اللوح المحفوظ، لأنه الأقرب، والمطهرون: الملائكة ".

فالاستدلال بالحديث أظهر.

وأن معنى: (إلا طاهر) إلا متوضئ، خلافاً لمن قال (إلا طاهر) المراد به المسلم دون المشرك، لكن الصحيح أن يحمل على المتوضئ:

أولاً: لأنه كثير في لسان الشرع إطلاق هذا اللفظ على المتوضئ.

ثانياً: لأن الصحابة فهموا ذلك وأفتوا به، بأنه لا يمس القرآن إلا على طهارة.

ثالثاً: لأنه لم يعهد على لسان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يعبر عن المؤمن بالطاهر، لأن وصفه بالإيمان أبلغ.

• المصحف: هو القرآن المكتوب من الفاتحة إلى سورة الناس، وهذا اللفظ كان معروفاً عند الصحابة.

قال ابن مسعود: " أديموا النظر في المصحف ".

• المس: هو إصابة الشيء وملامسته.

<<  <  ج: ص:  >  >>