لحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الالتفات في الصلاة فقال:(هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد). رواه البخاري
[اختلاس] أي اختطاف بسرعة، [الالتفات] المراد بالرأس أو العنق [تحويل الوجه عن القبلة]، وأما الالتفات بالصدر حرام.
• إذا كان لحاجة فإنه لا بأس به، ومما يدل على ذلك:
حديث سهل بن الحنظلية قال:(ثوب في الصلاة - يعني صلاة الفجر - فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي وهو يلتفت إلى الشعب) قال أبو داود: "وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل فارساً إلى الشعب يحرس، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يلتفت إليه ويترقب قدومه".
وحديث أنس في مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه خرج والمسلمون في صلاة الفجر وكشف الستر … فنظر إلى المسلمين وهم صفوف فتبسم -صلى الله عليه وسلم- فطفق أبو بكر يريد أن يتأخر … ونظر المسلمون إلى رسولهم حتى كادوا أن يفتتنوا.
وفي حديث جابر أنه قال:(اشتكى النبي -صلى الله عليه وسلم- فصليت وراءه وهو قاعد فالتفت فرآنا قياماً … ).
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:"ومن ذلك لو كانت المرأة عندها صبيها وتخشى عليه فصارت تلتفت إليه، فإن هذا من الحاجة ولا بأس به، لأنه عمل يسير يحتاج إليه الإنسان".
• الحكمة من النهي عن الإلتفات: قيل: لأنه ينافي الخشوع. وقيل: لأن فيه انصراف عن الله. ولا مانع من القولين.
• قال القرطبي:"سمي الإلتفات اختلاساً تصويراً لقبح تلك الفعلة بالمختلس، لأن المصلي يقبل عليه الرب سبحانه وتعالى والشيطان مرتصد له ينتظر فوات ذلك عليه، فإذا التفت اغتنم الشيطان الفرصة فسلبه تلك الحالة ".