م/ وقال (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
ذكر المصنف - رحمه الله - حديث (من قام ليلة القدر … ) ليستدل به على فضل ليلة القدر وفضل قيامها.
وقد ورد لليلة القدر فضائل عديدة:
أولاً: قيامها سبب لمغفرة الذنوب، كما في الحديث الذي ذكره المصنف.
ثانياً: أنزل فيها القرآن.
قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
ثالثاً: أنها مباركة.
قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة مباركة).
رابعاً: أنها سلام.
قال تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر).
• اختلف لماذا سميت ليلة القدر بذلك:
فقيل: لأن الله يقدر فيها الأرزاق والآجال وحوادث العام، كما قال تعالى (فيها يفرق كل أمر حكيم).
وعزاه النووي للعلماء حيث صدر كلامه فقال: "قال العلماء: سميت ليلة القدر لما تكتب فيها الملائكة من الأقدار
وقيل: سميت بذلك لأنها ليلة عظيمة وذات شرف، من قولهم لفلان قدر عند فلان، أي: منزلة وشرف".
ويدل لذلك قوله تعالى (ليلة القدر خير من ألف شهر).
وقيل: سميت بذلك لأنها تكسب من أحياها قدراً عظيماً، ويدل لذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
• اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر على أقوال كثيرة ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
ويمكن تقسيم هذه الأقوال إلى:
أ. هناك أقوال مرفوضة. كالقول بإنكارها من أصلها أو رفعها.
ب. هناك أقوال ضعيفة. كالقول بأنها ليلة النصف من شعبان.
ج. هناك أقوال مرجوحة. كالقول بأنها في رمضان في غير العشر الأخيرة منه.
د. القول الراجح. أنها في العشر الأواخر من رمضان، وآكدها أوتارها.