للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

م/ وَالِاسْتِطَاعَةُ: أَعْظَمُ شُرُوطِهِ، وَهِيَ: مِلْكُ اَلزَّادِ وَالرَّاحِلَةِ.

ودليلها قوله تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً).

وقد فسر المصنف الاستطاعة بالزاد والراحلة، وهذا ما عليه جمهور العلماء.

لحديث أنس (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسرها لما قيل له ما السبيل يا رسول الله؟ قال: الزاد والراحلة) رواه الدارقطني والحاكم وهذا الحديث مختلف في صحته، وله طرق كثيرة، قال الشوكاني: "ولا يخفى أن هذه الطرق يقوي بعضها بعضاً فتصلح للاحتجاج بها". وقال الشنقيطي: "حديث الزاد والراحلة لا يقل بمجموع طرقه عن درجة القبول والاحتجاج ".

وقد ذكر الترمذي أن أكثر أهل العلم على العمل بها، وقد روى ابن جرير بسنده عن ابن عباس في تفسير السبيل أنه قال: أن يصح بدن العبد، ويكون له ثمن زادٍ وراحلة من غير أن يجحف به، وسنده صحيح.

والمراد بالزاد: ما يتزود به، وهو في الأصل الطعام الذي يُتخذ للسفر، والمراد هنا: ما يحتاج إليه في ذهابه ورجوعه من مأكول ومشروب وكسوة، والراحلة: الناقة التي تصلح لأن يرحل عليها.

لكن اشترط المصنف لذلك شرطاً؛ فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>