م/ أَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ: "لَبَّيْكَ اَللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ اَلْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ"، وَأَهَلَّ اَلنَّاسُ بِهَذَا اَلَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ، وَلَزِمَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَلْبِيَتَهُ.
[أهلَّ] رفع صوته بالتلبية، وهذه كلمات عظيمة، وسماها جابراً توحيداً لأنها تضمنت التوحيد والإخلاص [لبيك] إجابة لك بعد إجابة، وإقامة على طاعتك دائمة، والمراد بالتثنية التأكيد، فإن قال قائل: أين النداء من الله حتى يجيبه المحرم؟ الجواب هو قوله تعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ). [رجالاً] على أقدامهم [ضامر] البعير الذي أتعبه السفر [فج عميق] طريق بعيد، [لا شريك لك] أي في كل شيء، فلا شريك لك في ملكك، ولا شريك لك في ألوهيتك، ولا شريك لك في أسمائك وصفاتك، [إن الحمد] أي لك الحمد على كل حال، والحمد وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيماً، [والنعمة] أي الفضل والإحسان، كله لك، لأن الله وحده المحمود والمنعم، [والملك] أي ملك الخلائق وتدبيرها لك وحدك.
• مشروعية التلبية عند الدخول في الإحرام، لأنها شعار الحج والعمرة.
• استدل بهذا الحديث على أن المحرم يلبي إذا استوت به راحلته على البيداء.
وذهب بعض العلماء إلى أنه يلبي إذا استوت به راحلته.
لحديث اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (أهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين استوت به راحلته قائمة) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وهذا القول هو الصحيح، وأما حديث جابر _ أنه لبى على البيداء - فيحمل على أن جابراً لم يسمع التلبية إلا حين استوت راحلة النبي -صلى الله عليه وسلم- على البيداء.
فالأفضل للمحرم أن يكون إحرامه بعد ركوب الدابة أو السيارة، حتى يفرغ من شؤونه في الأرض من اغتسال وطيب ونحو ذلك، ويكون قد تهيأ بذلك التهيؤ الكامل، بخلاف ما إذا أحرم في الأرض فقد ينسى شيئاً.
• يستحب رفع الصوت بالتلبية.
لحديث خَلَّادِ بْنِ اَلسَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ) رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ.
ولحديث ابن عمر: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل أي الحج أفضل؟ فقال: العج والثج). رواه ابن ماجه
[العج] رفع الصوت بالتلبية. [الثج] ذبح الدماء.