للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

م/ وَأَنْ يُرَتِّبَهَا عَلَى مَا ذَكَرَهُ اَللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: (يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى اَلصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ).

الترتيب في الوضوء فرض من فروض الوضوء، وهو أن يأتي بفروض الوضوء مرتبة {يبدأ بالوجه، ثم غسل اليدين، ثم مسح الرأس، ثم غسل الرجلين}.

والدليل على أن الترتيب فرض:

الآية التي ذكرها المصنف: (يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى اَلصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ).

وجه الدلالة: أن الله رتبها فيجب أن ترتب كما في الآية، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ابدؤوا بما بدأ الله به).

في الآية أيضاً قرينة تدل على ذلك: فإنه تعالى أدخل ممسوحاً بين مغسولين، والعرب لا تقطع النظير عن نظيره إلا لفائدة، والفائدة هنا الترتيب.

وكان -صلى الله عليه وسلم- وضوءه مرتباً متوالياً، ولم يخل به مرة واحدة البتة، فكل من وصف وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- حكاه مرتباً.

وعلى هذا القول فلو قدم عضواً على آخر لم يصح وضوءه، وهذا قول أحمد والشافعي.

وذهب بعض العلماء إلى أن الترتيب غير واجب، وهو قول مالك وأصحاب الرأي، لأن الله تعالى أمر بغسل الأعضاء، وعطف بعضها على بعض بواو الجمع، وهي لا تقتضي الترتيب، فكيف ما غسل كان ممتثلاً، والراجح الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>