للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، وفسروا بذلك قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} . قيل: لوقتها الذي تؤمر فيه أن تطلع من مغربها. وقيل: مستقرها موضعها الذي تسجد فيه تحت العرش. وقيل: منتهى سيرها، وهو آخر الدنيا".

قلت: والقول الثاني أظهر، ويؤيده ما تقدم من رواية مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة» ... الحديث.

قال ابن كثير: "وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قرأ: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} ؛ أي: ليست مستقرة؛ فعلى هذا تسجد وهي سائرة". انتهى.

وقد علق أبو عبية على حديث أبي ذر رضي الله عنه في (ص١٩٨) من "النهاية" لابن كثير، فقال ما نصه:

"سجود الشمس تحت عرش الله عز وجل كناية عن تمام انقيادها لأمره واستجابتها له سبحانه، فما من شيء إلا يسبح بحمده جلت قدرته". انتهى.

والجواب عن هذا من وجوه:

أحدها: أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على أن الشمس تسجد لربها نصا لا يحتمل التأويل، وهذا النص يدل على أنها تسجد سجودا حقيقيا لا مجازيا، ومن زعم أن سجودها كناية عن تمام انقيادها لأمر الله واستجابتها له؛ فقد صرف النص عن ظاهره، ولا شك أن هذا من تحريف الكلم عن مواضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>