وقوله:"وتحبس الشمس والقمر"، وفي بعض الروايات:"وتخنس الشمس والقمر". قال ابن القيم رحمه الله تعالى:"أي: يختفيان ويحبسان ولا يريان، والانخناس: التواري والاختفاء، ومنه قول أبي هريرة: "فانخنست منه"". انتهى.
وقوله:"وزيال المشرك": قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "أي: مفارقته ومعاداته، فلا يجاوره ولا يواليه؛ كما جاء في الحديث الذي في "السنن": "لا تراءى ناراهما"؛ يعني: المسلمين والمشركين". انتهى.
فصل
وإذا علم أن حديث أبي رزين لا مطعن فيه بوجه من الوجوه؛ فليعلم أيضا أنه قد اشتمل على ثلاث وأربعين فائدة مهمة، منها ما يشهد له القرآن والأحاديث الصحيحة، ومنها ما يشهد له القرآن فقط، ومنها ما تشهد له الأحاديث الصحيحة فقط:
الفائدة الأولى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسؤول يوم القيامة عن تبليغ الرسالة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي رزين رضي الله عنه:«ألا إني مسؤول هل بلغت؟» .
ويشهد لهذا قول الله تعالى:{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} .
قال البغوي في "تفسيره": {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ} ؛ يعني: الأمم عن إجابتهم الرسل، وهذا سؤال توبيخ لا سؤال استعلام؛ يعني: نسألهم